نفكر في الكينونة بمعناها الأصيل كحضور؛ الكينونة حاضرة أمام الإنسان بطريقة ليست لا ظرفية ولا استثنائية. لا توجد الكينونة ولا تظل إلّا متحدثة إلى الإنسان، وبذلك متجهة نحوه، لأن الإنسان بانفتاحه على الكينونة يترك هذه الأخيرة تتجه نحوه كحضور. مثل هذا الاقتراب والحضور يحتاجان إلى مجال حر، مجال واضح. بذلك، ومن خلال هذه الحاجة نفسها، تظل الكينونة مستملكة من قِبل كينونة الإنسان، الأمر الذي لا يعني أبدًا أن الكينونة يضعها الإنسان، والإنسان فقط. على العكس، إننا نرى بوضوح أن الإنسان والكينونة أحدهما يتملّك الآخر، أحدهما ينتمي إلى الآخر. لكن لم تجر قط معالجة هذا الانتماء المتبادل عن قرب، مع أن الإنسان والكينونة يتخذان من خلاله أساسًا المحددات الأساسية التي من خلالها تأوّلهما الفلسفة بطريقة ميتافزيقية.