إن ما يميز النموذج الفلسفي الأندلسي هو انفتاحه على جميع العقلانيات: البرهانية والفقهية والتاريخية والعرفانية، بحكم طابعه الحواري والجدلي والساعي إلى إيجاد مجال مشترك بينها. ومع ذلك، كان بعض التيارات الثقافية في العالم العربي المعاصر يشعر بأن الاستئناس بالنموذج الأندلسي لا يكفي، إذ لا بد من الانفتاح على الزمن الحاضر.لم تكن العقلانية الأندلسية تكتفي بنور العقل وحده، أي بالنور الطبيعي الذي يضيء ذاتنا والعالم معًا، بل كانت منفتحة أيضًا على نور الإيمان والوجدان ونور التاريخ والعمران، وضرورة الاستفادة من تعدد الأنوار هو الدرس الذي نستخلصه من النموذج الأندلسي.