تحاول هذه المساهمة معالجة فلسفة هنري برغسون الروحانية، باعتبارها شعورًا حدسانيًا باطنيًا معيشًا، تعبّر بحق عن ديمومة روحانية بوصفها نسقًا أنطولوجيًا يحاول أن يثبت ذاته بواسطة فكرة الكمال والتمامية، واضعًا وشائج قربى بين القيمي والأنطولوجي، ومطابقًا للقيمي مع الزماني الروحاني، إذ يمد الديمومة بالطابع الخلّق ودعوة إلى معايشة القيم الروحانية في الواقع المعيش لتكون للإنسانية ماهية حقيقية تتعالى عن الغريزة والعقل والأداتية، وتنتشل الإنسان المعاصر من براثن العدمية والتشيّؤ.