تفتح أنظمة الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي آفاقًًا جديدة أمام دراسات المراقبة، لفهم ديناميتها في العصر الرقمي، مرورًًا بكاميرات المراقبة القادرة على التعرف إلى وجوه المارة، وصو الًا إلى الخوارزميات التي ترصد المشاعر. فقد تحوّّلت المراقبة من كونها مادية مكانية إلى كونها رمزية شبكية، وأصبحت، في آن واحد، قوة دافعة للتغير الاجتماعي وإشكالية جوهرية في قضايا الأ من، ومعضلة تنطوي على الانغماس المتزايد، كما تمثّّل أفقًًا للانعتاق. تستكشف هذه الدراسة تطور دراسات المراقبة، عبر فرز أدبياتها وعرض طروحاتها، انطلاقًًا من ثنائية التقدم العلمي/ التحول في النظم الاجتماعية. وتفترض أن مجتمعات المراقبة آيلة إلى الزوال كما اندثرت "مجتمعات السيادة" ثم "مجتمعات الانضباط"، لتتشكل عوضًًا عنها مجتمعات الأتمتة؛ وذلك بفعل تطور النموذج المعلوماتي الذي أنتج شبكة ذاتية التشغيل قائمة على نظام الفوضى والتعقيد اللامركزي.