ترجمة:

هل التسامح فضيلة مستحيلة؟

المجلد 13- المجلد الثالث عشر (2025)|العدد 53| صيف 2025 |ترجمات

ملخص

​​يتساءل برنارد ويليامز، في هذه الدراسة، عما إذا كان مفهوم التسامح قيمة أخلاقية حقيقية أو مجرد ممارسة ذرائعية. ويبين أنّ التسامح لا ينبع غالبًا من شعور عميق بالاحترام تجاه قيم الآخر ومعتقداته، بل من الشك في إمكان امتلاك الحقيقة، أو من اللامبالاة تجاه الأفكار والممارسات ما دامت لا تسبب ضررًا ماديًا، أو من توازن القوى وإدراك كل طرف أن ليس في إمكانه تحقيق نصر نهائي. ومع ذلك، تقدّم التعددية الليبرالية أساسًا أقوى من ذاك، وترى أنّ التسامح جزء من نظام سياسي يثمّن قيمة الاستقلال الفردي. وفق هذا المنظور، تكون الدولة محايدة تجاه مختلف المعتقدات الأخلاقية والدينية؛ ما يسمح لكل فرد أو جماعة بممارسة معتقداته، ما دام لا يفرضها على غيره. لكنّ ويليامز يشير هنا إلى صعوبة كبيرة تتمثل في أنّ الذين يرفضون القيم الليبرالية، وخاصة الاستقلالية، لن يجدوا أيّ سبب معقول لقبول التسامح. ويتساءل عمّا إذا كانت الليبرالية قادرة على تبرير التسامح لأولئك الذين لا يشاركونها الأساس الذي تقيمه عليه. فحين يستند التسامح إلى مبدأ الاستقلالية، فإنه يظل مرتكزًا على رؤية محددة للخير؛ ما يجعلها عرضة للخلاف والنقاش. ويخلص ويليامز إلى أنّ التسامح، وإن لم يكن دائمًا فضيلة أخلاقية، يبقى ضروريًا في عالم متعدد. وربما تعتمد استمراريته بدرجة أقل على القيم المشتركة، وبدرجة أكبر على الواقع المعاصر، مثل الاعتماد المتبادل العالمي الذي يحدّ من التعصب ويعزز فرص التعايش السلمي. 

حمّل المادة حمّل العدد كاملا اقتباس/ إحالة الإشتراك لمدة سنة اقتباس/ إحالة

​فيلسوف إنكليزي، عرف بانتقاداته للنفعية والكانطية، وتركيزه على علم النفس الأخلاقي، والهوية الشخصية، وحدود التفلسف. 

باحث وأكاديمي تونسي، أستاذ تعليم عالٍ في الفلسفة بجامعة تونس، متخصص في الفلسفة السياسية والأخلاقية الأنكلو–أميركية.

× اقتباس/ إحالة
المركز العربي
هارفارد
APA
شيكاغو