يشهد عالمنا تطورًا تكنولوجيًا متسارعًا، ويبرز الذكاء الاصطناعي، لا سيما التوليدي Generative AI، بوصفه قوة تحويلية جذرية للمعرفة والمجتمع والثقافة. تتجاوز هذه الدراسة النظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه تكنولوجيا متقدمة؛ إذ تنظر إليه على أنه "سلطة" معرفية واجتماعية قادرة على إحداث تغيير جذري في النظم المعرفية، والاجتماعية، والثقافية السائدة. وتُسلط الضوء على الخلفيات الإبستيمولوجية والأيديولوجية للذكاء الاصطناعي، وذلك للكشف عن التحديات التي يفرضها على مستويات ثلاثة: طبيعة المعرفة، والعلاقة بين الذات العارفة وموضوع المعرفة، والطرائق التي يُعيد فيها تشكيل المجتمعات والثقافات. تؤكد الدراسة التداخلَ العميق بين الجوانب المعرفية والأيديولوجية والتكنولوجية للذكاء الاصطناعي. وتخلص إلى أنه لا يمثل تكنولوجيا ذكية فحسب، بل ظاهرة واسعة ومتشابكة ثقافيًا، واجتماعيًا، وسياسيًا. ومن ثم يتعيّن وضعه في شبكة كلية من البشر، والاجتماع، والاقتصاد، والثقافة، وإنتاج المعنى، والسلطة، والتكنولوجيا.