كان الاعتقاد السائد إلى وقت قريب أنّ الحضارة الغربية تصدر عن أخلاق حداثية واحدة ومجمع عليها، ولكنّ واقع الفكر الفلسفي الغربي المعاصر لم يعد يقدِّم هذه الصورة الواحدة والمتناغمة، ولعل خير دليل على ذلك ما قدّمه الفيلسوف الأميركي تشارلز لارمور في مجموعة من نصوصه التي حاول فيها تشخيص مظاهر الخطاب الأخلاقي في عصر الحداثة، والبحث عن الحد الأدنى لأرضية أخلاقية حداثية تُصارع ضد أخلاق ما قبل الحداثة باسم الجماعة والتراث، وأخلاق ما بعد حداثية باسم الفردية والمتعة والحرية. تحاول هذه الورقة تحليل عناصر هذا الخطاب، وبيان علاقاته وحدوده.