تبحث هذه الدراسة في الفضاء العمومي ومسألة الحرية، من خلال العودة إلى نظرية الفعل التواصلي لدى يورغن هابرماس ومراجعاته لنظرية الفضاء العمومي، في ضوء النقد الذي واجهته هذه النظرية. وإضافة إلى ذلك، تقدّم الدراسة رؤيته لدور الديمقراطية التداولية في علاقتها بمطلب الحرية. وتتعرض الدراسة للتحيين النسقي لبردايم الاعتراف مع أكسل هونيث، ومسألة إﺗﻴﻘﺎ اﻟﻨﻘﺎش، مع ما يمكن أن تُوفّره أشكال الاعتراف لديه من آفاق للتحرر والتخلص، وفقًا لما سماهُ الفيلسوف بـ "الباثولوجيات الاجتماعية". وفي السياق نفسه، تُقدّم هذه المساهمة قراءة فيما دوّنته نانسي فريزر حول مأسسة الاعتراف، والبحث عن بلورة علاقة بين التوزيع العادل للمنافع الاقتصادية والاعتراف الثقافي. ولا بد من أن نقر في هذا السياق بأننا لا نسعى في هذه الدراسة إلى تقديم مقارنة أو مُفاضلة بين المقاربات الثلاث المذكورة، بقدر ما نستعرض تطوُّر مفهوم الاعتراف نسقيًّا، وتحولات الفضاء العمومي في ظل بروز حركات اجتماعية جديدة، وفاعلين جُدد يتشاركون الفضاء العمومي ومطلب الحرية.