الهوية في زمن كورونا المضطرب: الأدائية والأزمة والتنقل والأخلاق

​أسفرت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عن أزمة ثقافية عالمية فقدنا فيها أنماطًا كثيرة من حركة الحياة اليومية، ويتضح ذلك في تقييد التنقل والظهور المفاجئ لمخاوف جديدة بشأن العدوى. وأسعى هنا إلى فهم تلك الأزمة من منظور ثقافي وخِطابي، بوصفها انقطاعًا في المعيارية، واضطرابًا في العلائقية الاجتماعية، وحالة استثناء. وأستعين بنظريات جوديث بتلر عن الأدائية من أجل استكشاف تأثيرات ذلك الانقطاع الثقافي في الذاتية الأدائية والهوية والأَنَويَّة، حيث يؤدي انقطاع الحركة اليومية المعيارية إلى إعادة تشكيل الذاتية نفسها. كما أستكشف تجربة إعادة تشكيل الهوية بوصفها تجربةً جسدية وساحةً للقلق والكرامة المفقودة. وفي القسم الأخير من الدراسة، أستخلص بعض الاستنتاجات الأولية عن قدرة التحول الثقافي والهوياتي على تجديد أخلاقيات اللاعنف، وأؤكد أن الالتزام بضوابط التنقل والاختلاط هو التزام أخلاقي يقتضيه التعايش الحتمي. 

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​أسفرت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عن أزمة ثقافية عالمية فقدنا فيها أنماطًا كثيرة من حركة الحياة اليومية، ويتضح ذلك في تقييد التنقل والظهور المفاجئ لمخاوف جديدة بشأن العدوى. وأسعى هنا إلى فهم تلك الأزمة من منظور ثقافي وخِطابي، بوصفها انقطاعًا في المعيارية، واضطرابًا في العلائقية الاجتماعية، وحالة استثناء. وأستعين بنظريات جوديث بتلر عن الأدائية من أجل استكشاف تأثيرات ذلك الانقطاع الثقافي في الذاتية الأدائية والهوية والأَنَويَّة، حيث يؤدي انقطاع الحركة اليومية المعيارية إلى إعادة تشكيل الذاتية نفسها. كما أستكشف تجربة إعادة تشكيل الهوية بوصفها تجربةً جسدية وساحةً للقلق والكرامة المفقودة. وفي القسم الأخير من الدراسة، أستخلص بعض الاستنتاجات الأولية عن قدرة التحول الثقافي والهوياتي على تجديد أخلاقيات اللاعنف، وأؤكد أن الالتزام بضوابط التنقل والاختلاط هو التزام أخلاقي يقتضيه التعايش الحتمي. 

المراجع