لماذا عادت الهويّات لتتصدر عالم اليوم؟ نقد تايلر للحداثة وعلمانيتها

​تعود أهمية أفكار تشارلز تايلر حول الهوية إلى طرحه لمفهوم الهويّة من منظور عملي معاصر، يأخذ في الاعتبار الصراعات السياسية التي أخذت في الظهور حول الانتماءات والهويات بعد ثمانينيات القرن المنصرم، دون أن يتجنب المسائل الحساسة والجوهرية التي تتطلب إعادة التفكير في طريقة تكويننا لهوياتنا في عالم متعدد الثقافات والأعراق والأديان. والبحث هو تحليل للنقد الواسع الذي قدمه تايلر لمختلف الأفكار التي كونتها الحداثة خلال الفترة السابقة حول الهوية، ولا سيما النقد الذي وجهه إلى "المنظور اللاثقافي" للحداثة من حيث إنه منظور شوّه الحداثة، وقدم تفسيرًا مغلوطًا للعلمانية ودور الدولة، ولم يعط مسألة التعدد الثقافي الاهتمام الذي تستحقه؛ الأمر الذي انتهى بتايلر إلى تقديم تفسير مختلف لأهم قضية يتناولها التفكير الفلسفي ما بعد الحداثي، وهي: السبب في عودة الأديان والهويات لتتصدر عالم اليوم. يبدأ البحث بتحديد الأنطولوجيا الأخلاقية المؤسِسة للهوية عند تايلر، ثم ينتقل ليقف على العلاقة بين الهوية السياسية والدولة الحديثة، وكذلك علاقة الهوية بالتعددية الثقافية، وسوء التفاهم الذي نشأ بين الدين والعلمانية في عصر الحداثة وما بعدها. وفي النهاية يقدم البحث تصورًا عامًّا لملامح مفهوم الهوية عند تايلر ومدى تجاوبه مع مشكلات ما بعد الحداثة، ولا سيما تضخم الحياة النفعية، وشطط العلمانية والإفراط في النزعة الفردية.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​تعود أهمية أفكار تشارلز تايلر حول الهوية إلى طرحه لمفهوم الهويّة من منظور عملي معاصر، يأخذ في الاعتبار الصراعات السياسية التي أخذت في الظهور حول الانتماءات والهويات بعد ثمانينيات القرن المنصرم، دون أن يتجنب المسائل الحساسة والجوهرية التي تتطلب إعادة التفكير في طريقة تكويننا لهوياتنا في عالم متعدد الثقافات والأعراق والأديان. والبحث هو تحليل للنقد الواسع الذي قدمه تايلر لمختلف الأفكار التي كونتها الحداثة خلال الفترة السابقة حول الهوية، ولا سيما النقد الذي وجهه إلى "المنظور اللاثقافي" للحداثة من حيث إنه منظور شوّه الحداثة، وقدم تفسيرًا مغلوطًا للعلمانية ودور الدولة، ولم يعط مسألة التعدد الثقافي الاهتمام الذي تستحقه؛ الأمر الذي انتهى بتايلر إلى تقديم تفسير مختلف لأهم قضية يتناولها التفكير الفلسفي ما بعد الحداثي، وهي: السبب في عودة الأديان والهويات لتتصدر عالم اليوم. يبدأ البحث بتحديد الأنطولوجيا الأخلاقية المؤسِسة للهوية عند تايلر، ثم ينتقل ليقف على العلاقة بين الهوية السياسية والدولة الحديثة، وكذلك علاقة الهوية بالتعددية الثقافية، وسوء التفاهم الذي نشأ بين الدين والعلمانية في عصر الحداثة وما بعدها. وفي النهاية يقدم البحث تصورًا عامًّا لملامح مفهوم الهوية عند تايلر ومدى تجاوبه مع مشكلات ما بعد الحداثة، ولا سيما تضخم الحياة النفعية، وشطط العلمانية والإفراط في النزعة الفردية.

المراجع