تسعى هذه الدراسة إلى استعراض تاريخ "المنعطف اللغوي" في القرن العشرين وتطوره في الفلسفة والتأريخ، من أجل تحديد عناصره، وأسباب توجس المؤرخين منه. وتسعى كذلك إلى استطلاع المشترك والمختلف بين المنعطف اللغوي وفهم المؤرخين المسلمين قبل العصر الحديث لطبيعة المعرفة التاريخية ودور المؤرخ واللغة فيها. وتبين أن "المنعطف اللغوي" لا يشير في الواقع إلى تيار لغوي معين، وإنما إلى مجموعة تيارات لغوية ظهرت في القرن العشرين، وأنه وإن أشار بداية إلى الفلسفة التحليلية تحديدًا، فقد ارتبط في التأريخ بتيار التأويل وأفكار ما بعد البنيوية خاصّة. وعلى الرغم من أن التأويل كان جزءًا أصيلًا من فكر كثير من مؤرخي الإسلام، فإن منطلقاتهم اختلفت اختلافًا بيّنًا عن منطلقات المنعطف اللغوي، وإن عزَوا، في ما يبدو، إلى اللغة دورًا في صنع الواقع المادي، وهي فكرة ارتبطت ببعض تيارات المنعطف اللغوي. وأخيرًا، تتناول خاتمة الدراسة الفائدة المحتملة لأفكار المنعطف اللغوي في دراسة التاريخ.