فتغنشتاين مدرِّسًا: الخلفية البيداغوجية لفلسفة فتغنشتاين الأنثروبولوجية

​دأب دارسو فلسفة فتغنشتاين على القول إن العمل الوحيد الذي نشره فتغنشتاين أثناء حياته هو رسالة منطقية فلسفية التي وضعها عام 1921 بالألمانية، ونادرًا ما يذكرون قاموسًا للمفردات وضعه أثناء عمله مدرسًا للأطفال في ريف جنوب النمسا عام 1926. ولعل السبب وراء هذا الإغفال هو أن هذه الفترة التي قضاها مدرسًا قد اعتبرت فترة ضائعة من حياة فتغنشتاين، لم يُنْتِج فيها عملًا فلسفيًا يستحق الاهتمام بعد الرسالة. تُلقي هذه الدراسة الضوء على هذه السنوات الست التي عمل فيها مدرسًا، وتبحث في أثرها في تحولاته الفكرية. ومن خلال البحث في الصلات المحتملة بين تجربته مدرسًا وفلسفته اللاحقة، يمكن أن نعتبر تجربته في التعليم مفتاحًا لفهم عدوله عن الوضعية المنطقية، وانعطافه نحو فلسفة ترتكز على الممارسة والاستعمال والعادات. إن أعمال فتغنشتاين المتأخرة (مثل تحقيقات فلسفية، والكتاب البُني، وبطاقات، وفي اليقين) حافلةٌ بالأمثلة والتجارب الفكرية التي تشير إلى عملية التعليم والتعلّم، كطفل يتعلم لغة أو يقوم بعملية حسابية. إن كثرة هذه الأمثلة وتواترها في أماكن عديدة في هذه الأعمال ليست اعتباطية، بل تدل على مركزية عملية التعليم والتعلّم في فلسفة فتغنشتاين الأنثروبولوجية. وفي نهاية الدراسة ملحق يتضمن تعريبًا للتمهيد الذي كتبه فتغنشتاين لقاموس المفردات.          

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​دأب دارسو فلسفة فتغنشتاين على القول إن العمل الوحيد الذي نشره فتغنشتاين أثناء حياته هو رسالة منطقية فلسفية التي وضعها عام 1921 بالألمانية، ونادرًا ما يذكرون قاموسًا للمفردات وضعه أثناء عمله مدرسًا للأطفال في ريف جنوب النمسا عام 1926. ولعل السبب وراء هذا الإغفال هو أن هذه الفترة التي قضاها مدرسًا قد اعتبرت فترة ضائعة من حياة فتغنشتاين، لم يُنْتِج فيها عملًا فلسفيًا يستحق الاهتمام بعد الرسالة. تُلقي هذه الدراسة الضوء على هذه السنوات الست التي عمل فيها مدرسًا، وتبحث في أثرها في تحولاته الفكرية. ومن خلال البحث في الصلات المحتملة بين تجربته مدرسًا وفلسفته اللاحقة، يمكن أن نعتبر تجربته في التعليم مفتاحًا لفهم عدوله عن الوضعية المنطقية، وانعطافه نحو فلسفة ترتكز على الممارسة والاستعمال والعادات. إن أعمال فتغنشتاين المتأخرة (مثل تحقيقات فلسفية، والكتاب البُني، وبطاقات، وفي اليقين) حافلةٌ بالأمثلة والتجارب الفكرية التي تشير إلى عملية التعليم والتعلّم، كطفل يتعلم لغة أو يقوم بعملية حسابية. إن كثرة هذه الأمثلة وتواترها في أماكن عديدة في هذه الأعمال ليست اعتباطية، بل تدل على مركزية عملية التعليم والتعلّم في فلسفة فتغنشتاين الأنثروبولوجية. وفي نهاية الدراسة ملحق يتضمن تعريبًا للتمهيد الذي كتبه فتغنشتاين لقاموس المفردات.          

المراجع