الطب الحيوي بين السياسي والإيتيقي

المجلد 9|العدد 35| شتاء 2021 |دراسات

ملخص

​بات الوضع البشري في عالمنا اليوم مجبرًا على التكيّف مع معطيات تطوّر العلوم المختلفة. ولئن مثّل طلب العلم، نظريًا وعمليًا، خدمة للإنسان والحياة والطبيعة وضرورة ملحّة من الجهة الإبستيمولوجية، فإنّه أضحى من جهة التوظيفات المؤسساتية في واقع الناس ومعيشهم مجالًا لطرح الكثير من الأسئلة المربكة. ومردّ ذلك إلى أن التطبيقات العملية، وخصوصًا الإكلينيكية منها، على الكائن الحي عمومًا والإنسان بالأخص صارت، لا تقدِّر من الجهة الإيتيقية حقوق الناس الشخصية في الحرية والكرامة والصحّة الجيّدة. ولعلّ التعديلات المهجِّنة للكائنات الحيّة، وتحديدًا الإنسان، هي المشكل الحيوي بامتياز. من ذلك، مثلًا، الاتّجار بالأعضاء والتدخّل في نمو الخلايا والعضويات وحتى السلوكيات والأمزجة. وفي هذا السياق، يتمّ في راهننا التفكير الفلسفي النقدي في مآلات حياة الإنسان وكونه. فنشأت البيوإيتيقا أساسًا لمعالجة الخشية الإنسانية العامّة من سوء تدبير المؤسسات وبعض موظفي المخابر للنتاجات النظرية للعلوم. ولعلّ الفرع العلمي الذي أعضل اليوم على النقاد هو مجال الطب الحيوي وعلاقته بمشاريع الجينوم البشري. وهنا يمكن أن تُفكِّك فلسفةُ القيم النقدية بعضَ المسكوت عنه سياسيًا واقتصاديًا وماليًا ومعلوماتيًا من عمل الجماعة العلمية. كلّ هذا بغرض الإسهام في تحرير الإنسان ممّا ينذر حياته والطبيعة خطرًا.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا اقتباس/ إحالة الإشتراك لمدة سنة اقتباس/ إحالة

​أستاذ مساعد بقسم الفلسفة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة صفاقس، تونس.

× اقتباس/ إحالة
المركز العربي
هارفارد
APA
شيكاغو