يقتفي بيير نورا في هذا المقال علامات الوعي الجمعي بالذاكرة منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين؛ أي انبعاث الذاكرة الجمعية بوصفها ردة فعل على ما يسميه "تسارع التاريخ" عن طريق التوسّع غير المسبوق في وظائفها ووسائطها، إلى درجة انفجار الذاكرات المجتمعية عبر العالم، ما نجم عنه الانقلاب الكبير في العلاقة بين الذاكرة والتاريخ، حيث صار المفهومان أشبه بمترادفين عمليًا. الانقلاب نفسه شهده أيضًا مفهوم الهوية الذي اتسع مداه ما فوق الفردي في زمن عولمة الذاكرة. غير أن بيير نورا يحذر من أن يتحول واجب الذاكرة ذاته إلى انغلاق وإقصاء، فعمل الذاكرة في نظره هو تأسيس العدالة وتقويتها ديمقراطيًا.