تقدم هذه الدراسة مساهمة لبناء نظرية نقدية للإرهاب، تنطلق من فرضية تقول إن هذا الإرهاب هو من طبيعة موضوعية، يرتبط في الصميم بالحداثة وانحرافاتها، بكونيتها الخاطئة وسياساتها في الهيمنة والتوسع، أكثر من ارتباطه بالدين أو الثقافة الإسلامية. وتقوم الدراسة على ثلاث مراحل تأويلية؛ تبدأ، في المرحلة الأولى، بمناقشة نقدية للسردية الغربية حول الإرهاب المسمّى إسلاميًا، ثمّ تنفتح، في المرحلة الثانية، على العمل الأنثروبولوجي لعبد الله حمودي في كتابه بعنوان الشيخ والمريد، لتقرأ هذا الإرهاب باعتباره نتيجة للسلطوية والاستبداد الذي يدعمه النظام الدولي. وفي مرحلة ثالثة، تعرض الدراسة التحليل النفسي لظاهرة "الإرهاب الإسلامي"، وتوضح في الآن نفسه حدوده.