يدلل كتاب سؤال القيمة مقاربة لرصد إشكالية القيمة في فلسفة لافيل، وعلى قيمة الدرس الأكسيولوجي، ومعرفة بالقيمة تتبعا لحركيتها، أما فلسفة القيم عند لافيل فتعد تنبيها إلى العالم الباطني الغني لمدخراته الأخلاقية والروحانية، وهو ما نبه إليه الباحث هشام بن جدو طول دراسته الفلسفية للقيم في فلسفة لافيل، مؤكدا على أن المنهج الذي استخدمه لافيل في سبر أغوار حقل القيمة فاعل من حيث كشف بينة القيمة في حد ذاتها. سيذهب لافيل مع لوسين إلى أن الفلسفة هي عودة إلى الذات، بما أنها تجلي لمجموع الوجود العميق والحميم، فهناك فقط يتجلى الكل، ومن ثم فالفلسفة ليست تفكير في العالم الحسي الموضوعي، بل هي مهمة شاقة في سبيل ممارسة الطاقة السقراطية، بما أنها تدعو إلى معرفة الذات والعودة إليها في كل مبادرة ناهيك عن المبادرة الأخلاقية.