غيرت رؤية الإنسان للعالم طبيعة تفكيره وشكل تعامله مع الطبيعة والمحيط، وأحدثت ثورة علمية، فصناعية ثم تكنولوجية، مست الجوانب الاجتماعية للإنسان. فظهرت الدولة كجهاز سياسي يعبر عن الروح العلمية، مستنهضًا ومعبئًا كل الطاقات البشرية. ورائد هذا التغير، فيلسوف عقلاني اسمه رينيه ديكارت. انبرى لتأسيس العلم على نظرية لانهائية العالم وانفتاحه على الممكن والمحتمل، على نحوٍ أتاح للإنسان حرية كاملة في إعادة بنائه وصياغته بما يتوافق مع متطلباته وحاجاته. فالعالم غير تام ولانهائي وليس بناجز. حاولنا رصد هذا التحول من خلال أربعة محاور: خصصنا أولها للنظر في علاقة فكرة العالم المتناهي بفكرة اللامتناهي، وتأكدنا أنها ظل لها. قبل أن نثبت في المحور الثاني، فلسفيًا وعلميًا، لانهائية العالم. الأمر الذي جعلنا نقرها فكرة بديهية لا تستوجب الإثبات، ولا سيما أنها فكرة فطرية إلهية المصدر، وكان هذا المحور الثالث. وهذه صفة من صفاتها، سقناها في المحور الأخير، تضاف إليها صفات أخرى كالامتداد، والإطلاقية، والأزلية، والملاء، فكلما وجدنا صفة من صفاتها عرفناها.