لنعُد إلى مادة الكتاب ونؤكد أنه يملأ فراغًا كبيرًا في كتاب الاستشراق المشار إليه؛ فمن المعروف أنه أهمل المستشرقين الألمان على نحو كامل، ووجّه جل اهتمامه إلى المستشرقين الإنكليز والفرنسيين، وجعل من الاستشراق الأميركي وارثًا لهم. وهناك من يرى أن إهمال إدوارد سعيد للمستشرقين الألمان لم يكن يرتكز على مرجعية وقواعد علمية، بل لأن استحضار كتاباتهم في المئة سنة التي تتعامل معها مؤلفة هذا الكتاب سيعني بالضرورة نفي أطروحته القائلة إن الاستشراق كان الأداة الاستعمارية التي وظفتها الدول المستعمرة.