تميّزت التجربة العراقية عن مثيلاتها في الوطن العربي بسبب طبيعة التطورات السياسية والاجتماعية في تاريخ العراق الحديث منذ نشوء دولته عام 1921 : صراع سياسي دموي، حركات معارضة مسلحة في جبال العراق منذ أربعينيات القرن الماضي، انقلابات عسكرية دموية أدت إلى ديكتاتورية دموية قادت إلى حروب دموية وحصار اقتصادي طويل، ثم احتلال. هذه الظروف كلها أفرزت في ربع القرن الأخير تقسيمًا حادًا بين نمطين من السرد: الأول، مكتوب في ظل الديكتاتورية، وقد تميّز بنصوص لجأت إلى الرمز والأسطورة وتاريخ العراق القديم، في بنية روائية أضافت أشكالاً فنية جديدة إلى السرد العربي، لكنها تحاشت الخوض في محنة العراقي في زمنها.