استطاعت الرواية المغربية التأسيس لخيال مجتمعي يعكس جماليات الكتابة الروائية والتنويع في الموضوعات وفي مؤشرات الوعي الذي يكتب، فلم تعد حكرًا على النخب التقليدية أو المدن التاريخية (فاس، الدار البيضاء، الرباط، مراكش، طنجة..)، بل امتدت إلى الفضاءات الهامشية مُنصتة لمشاعر وقضايا غير تلك التي عالجتها النصوص الروائية المعروفة. هكذا، تصبح الرواية ذاكرة المجتمع الخيالي بنسغه ومشاعره المتحولة، ترسم مسارات تراجيديا اجتماعية ضمن لَعِبٍ تخييلي ينحاز إلى الإبداع وتطوير كل الأدوات للوصول إلى المعنى الضائع في زحمة الخطابات الزائفة، وهو ما يخوّل للروائي، بهذا الوعي، أن يتقدم بعيدًا في تخوم مغامرات الكتابة باعتبارها المجال الفسيح للخيال والصراع، في إثبات لجدوى الكتابة الروائية ودورها في فهم الواقع ورصده وتأويله؛ ذلك الواقع الذي لم تعد له حدود فاصلة ومرئية مع اللاواقع، بين ما حدث فعلًا وما سيحدث احتمالًا، كما تشير إليه الرواية.