نص الكلمة الافتتاحية لمحور "اللغة والهُويّة" في المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة الذي نظّمه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، في الفترة من 24 إلى 26 آذار / مارس 2012، تطرقوا من خلال مداخلات المؤتمر إلى انعطاف الهُويّة على اللُّغة في عبارة تركيبيّة واحدة يتضمّن تباينًا في الجوهر، أعانت على إخفائه العادة من حيث هي طبعٌ ملازم، وأكّدته الأعراف البحثيّة في معظم تجلّياتها. فاللُّغة ظاهرة اجتماعيّة، وهي اصطلاحيّة بامتياز، تستند إلى مكوّنين متلازمين؛ مكوّن مادّي حسّي، ومكوّن ذهنيّ غير مادّي. أمّا الهُويّة فظاهرة رمزيّة مجرّدة ،ليس لها أيّ تحقّق مادّي يربطها بعوالم الحسّ الوجودية. الهُويّة انتماء، بينما اللُّغة اكتساب، والهُويّة نتوارثها وليس في اللُّغة - أصواتها وألفاظها ودلالاتها - شيءٌ ينقله الوليد عن أمه أو أبيه لمجرد أنهما أمّه وأبوه. فلا أثر للّغة في الخزينة الوراثية، ولا في شيفرة حَاملها.