تُعرّف هذه الدراسة بالملامح الرئيسة لمشروع هارتموت روزا النقدي استنادًا إلى الدلالات السوسيوفلسفية التي صاغها حول مفهوم التسارع، الذي بلور من خلاله أطروحة فينومينولوجية حول الزمن، وشرح ضمن مقارباته النقدية تحوّلات الثقافة والهوية والتقنية والمجتمع. وتعرض الدراسة إشكاليات الحداثة المتأخرة ضمن هذا المشروع، وتتمثّل في التوتاليتارية وتحولات الثقافة وإشكالية الاعتراف في علاقاتها البنيوية والوظيفية بالتسارع التقني وتسارع العلاقات الاجتماعية وتغيّر وتيرة الحياة. وفي السياق نفسه، تتعرّض للتحيين النسقي لمفاهيم الحرية والتصادي والتشيؤ، التي تفسر كيفية اشتغال الزمن وتأثيره في رؤى الذات وتمثّلاته للأشياء والعالم ضمن ديالكتيك التفاعل وديالكتيك العمل. وتناقش الدراسة إشكالية التحوّلات البنيوية والوظيفية التي أحدثها التسارع على مستوى أنماط التفاعل بين الأفراد، وعلاقاتهم بالزمن وحلول الافتراضي بديلًا من الاجتماعي وسياقات تكوّن الهوية الفردية والجماعية، من خلال العودة إلى السؤال الأنطولوجي حول التقنية ومخرجاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وعبر الاسترجاع الفلسفي والسوسيولوجي والأنثروبولوجي لجدلية الذات والعقلانية الأداتية في الحداثة المتأخرة، ومخرجات المشروع النقدي في علاقة بمحاولة روزا بناء نظرية نقدية حول الزمن.