تهدف هذه الدراسة إلى بيان أنَّ مسألة الهوية تقبل مقاربتين مختلفتين. فبالنسبة إلى الفلاسفة ذوي التوجه التحليلي، فإنّ الهوية يجب أن تتجذَّر في أرضية صلبة مثل الحقيقة المتعلِّقة بالذهن والجسد. وأمّا بالنسبة إلى البنائيِّين Constructivistes، فإنَّ الهوية هي قبل كل شيء نتاج سياق اجتماعي. وسأحاول أيضًا أن أبيِّن أنّ الهوية الشخصية تفترض فعل الاعتراف. ومع ذلك، فإنّني إذا أكّدت، من جهة، على الطبيعة الظرفية للهوية، فإنَّني أريد، من جهة ثانية، أن أنصف الاستقرار النسبي للفرد في السياقات الاجتماعية المختلفة، وذلك من أجل فهم هذا الحضور المتنقِّل للهوية الشخصية. وحقيقة أنّ الهوية الشخصية هي بناء، لا يعني بأيٍّ حال من الأحوال أنَّها غير موجودة، أو أنَّه يجري محوُها وإعادة رسمها باستمرار، ووفقًا للمناسبة. علينا، من ناحية، أن نفترض مسبقًا وجود مجموعة من أفعال الاعتراف التي سمحت بتشكيل وإقرار هوية شخصية تتكشّف مع مرور الوقت. ويجب الاعتراف، من ناحية أخرى، بأنّ ثمة أيضًا عملية الاعتراف التي تضمن للفرد مخاطر الانجراف اللامتناهي من خلال أشكال بديلة مختلفة. وبتحديد الاعتراف الذاتي L'auto-reconnaissance على أنَّه عملية تُمكِّننا من وضع سلسلة بطريقة موحَّدة لعدد معيَّن من أفعال الاعتراف التي تشكِّلنا بوصفنا فاعلين مسؤولين عن اختياراتنا، يثبت أنّ الاعتراف بالهوية ليس بالضرورة عملية غير متكافئة، وذلك بقدر ما نشارك نحن بوصفنا أشخاصًا معترف بهم، وبوصفنا ذواتًا نشطة في لعبة التعارف اللغوي.