في كتاب الحريات العامة في الدولة الإسلامية، وعلى عكس الكتابات العامة في الموضوع ،تتوزّع مقاربة راشد الغنوشي لمفهوم الديمقراطية على مرحلتين، مرحلة حاول فيها تطبيق معنى المفهوم حتى يفقد الكثير من دلالاته الفلسفية العامة، ويتحول إلى مجرد وسائل إجرائية يتم بها تنظيم ممارسة السلطة؛ ومرحلة تم فيها تعميم مجال العمل بهذا المفهوم، بتأكيد قابليته للاشتغال في جميع الفضاءات الثقافية. ولذلك، فإن قراءة الغنوشي لم يحكمها فقط هاجس تكوين معرفة موضوعية بمفهوم الديمقراطية.وإنما كان هدفها الأقصى تبيئته داخل المنظومة
الإسلامية عبر مواءمته مع مفهوم الشورى.